ضمن مساعي الملحقية الثقافية العراقية في بوخارست لفتح آفاق جديدة للتعاون العلمي، أجرى السيد الملحق الثقافي، الدكتور حسين الحسني، زيارة إلى معهد هوريا هولوبي الوطني للفيزياء والهندسة النووية (IFIN-HH)، أحد أبرز المراكز البحثية في أوروبا. هدفت الزيارة إلى بحث سبل الشراكة العلمية والأكاديمية، والاستفادة من الخبرات الرومانية المتقدمة في دعم القطاع العلمي والبحثي في العراق.
تأتي هذه الخطوة تعزيزًا لجهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة الطاقة الذرية العراقية، برئاسة معالي الوزير الدكتور نعيم العبودي، لا سيما بعد وضع حجر الأساس للمنظومة النووية تحت الحرجة في العراق. وخلال الزيارة، استقبل مدير عام المعهد، السيد نيكولاي مارجنينان، السيد الملحق الثقافي، وتم تقديم عرض شامل عن إمكانيات المعهد البحثية ومرافقه المتقدمة.
أبرز محطات الزيارة
شملت الجولة التفقدية عدداً من أهم المرافق البحثية في المعهد، ومنها:
- البنية التحتية للضوء المتطرف – الفيزياء النووية (ELI-NP): وهي منشأة بحثية رائدة على مستوى العالم، تضم نظام ليزر فائق القوة يتيح إجراء أبحاث متقدمة في تفاعلات المادة.
- مركز معالجة الإشعاع (IRASM): اطلع السيد الملحق على تطبيقات تقنية التعقيم الإشعاعي باستخدام مصادر الكوبالت-60، والتي تستخدم لتعقيم الأدوات الطبية ذات الاستخدام الواحد، والمنتجات الصيدلانية، بالإضافة إلى معالجة المخطوطات والقطع الأثرية للحفاظ عليها.
- مختبرات متخصصة: تمت زيارة أقسام الفيزياء النظرية، وفيزياء الهادرونات، وعلوم الحياة والبيئة، حيث تم استعراض التطبيقات النووية في المجالات الطبية والبيئية.
آفاق التعاون المستقبلية
تم خلال اللقاء مناقشة إمكانيات التعاون بين المعهد والمؤسسات العراقية، والتي تركزت على عدة محاور رئيسية:
- تدريب الكوادر العراقية: تنظيم دورات تدريبية متخصصة وورش عمل مكثفة للباحثين والفنيين من وزارة التعليم العالي وهيئة الطاقة الذرية العراقية.
- برامج الطلبة: إتاحة الفرصة للطلبة العراقيين في المراحل الجامعية الأولية للمشاركة في برامج التدريب الصيفي، واستقبال طلبة الماجستير والدكتوراه لإجراء أبحاثهم في مختبرات المعهد تحت إشراف مشترك مع جامعات رومانية مرموقة مثل جامعة بوخارست وجامعة بوليتكنيك.
تعد هذه الزيارة خطوة مهمة نحو بناء شراكة استراتيجية تخدم خطط التنمية العلمية والأكاديمية في العراق، وتساهم في تطوير الكوادر الوطنية في واحد من أهم المجالات العلمية الحديثة. وقد أوصت الملحقية الثقافية بضرورة البدء بالإجراءات الرسمية لتوقيع مذكرة تفاهم تضع إطاراً لهذا التعاون المثمر.
